التعليم الإلكتروني.. نافذة الوعي وتمكين المرأة في زمن التحديات.
بقلم إحدى طالبات الدراسة الإلكترونية الحوزوية: عبير الخفاجي
قانونية وباحثة في الوعي النسوي والديني.
في عالمٍ مليء بالتكنولوجيا والتسارع نحو المعرفة، أصبح التعليم الإلكتروني نورًا يُبدِّدُ قيود المكان والزمان، ويمنحُ فرصة التعلم لكلِّ شغوفٍ لاكتساب المعرفة مهما كانت ظروفه، ولقد أثبتت التجربة أنَّ هذا النوع من التعليم لم يعد مجرد بديل، بل أصبح وسيلة أساسية مهمة لتنوير العقول، وبناء الذات، وتوسيع الآفاق، وإحياء روح البحث والتفكير.
واليوم تبرز أهمية التعليم الإلكتروني في تمكين المرأة على وجه الخصوص في البحث عن العلم والمعرفة في شتى مجالات الحياة، فبفضله لم تعد المرأة تنتظر الفرص لتطرق بابها، بل أصبحت هي منْ تصنعها في بيتها، ومن خلال شاشة صغيرة تستطيع من خلالها أنْ تتلقى العلوم والقوانين الشرعية التي من شأنها تصحيح عباداتها ومعاملاتها، ورؤيتها للحوادث والمتغيرات، وتمنحها القدرة على المشاركة في بناء مجتمع أكثر وعيًا وعدلًا ورحمة، وهي في الوقت نفسه تدير الأسرة وترعى احتياجاتها وتفيض عليها بالحبِّ والحنان.
إنَّ هذا التحول لا يخدم المرأة فحسب، بل يخدم المجتمع بأكمله؛ لأنه يخلق جيلًا من النساء الواعيات بحقوقهن وواجباتهنَّ، الملتزمات بدينهنَّ، والقادرات على أن يكُنّ قدوة رسالية في نشر العلم والثقافة وكلّ ماهو نافع.
ليس التعليم الإلكتروني مجرد تقنية، بل رسالة، مضمونها: إنَّ طلب العلم لا يُحدُّ بجدران، ولا يُقاسُ بعُمُر، ولا يُمنعُ بعُذر، بل هو بابٌ مفتوحٌ لكلِّ قلبٍ مفتوح للوعي، ولكلِّ عقلٍ يُؤمنُ أنَّ التغيير يبدأ بالمعرفة.